الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلۡقَآءَ مَدۡيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّيٓ أَن يَهۡدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ} (22)

أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { ولما توجه تلقاء مدين } قال : عرضت لموسى عليه السلام أربعة طرق فلم يدر أيتها يسلك ، فقال { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل } فأخذ طريق مدين .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { تلقاء مدين } قال : مدين ماء كان عليه شعيب .

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل } قال : قصد السبيل : الطريق إلى مدين .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل } قال : الطريق المستقيم . قال : فالتقى والله يومئذ خير أهل الأرض . شعيب وموسى بن عمران .

وأخرج أحمد في الزهد عن كعب بن علقمة رضي الله عنه قال : أن موسى عليه السلام لما خرج هارباً من فرعون قال : رب أوصني قال « أوصيك أن لا تعدل بي شيئاً أبداً إلا اخترتني عليه ، فإني لا أرحم ولا أزكي من لم يكن كذلك قال : وبماذا يا رب ؟ قال : بأمك فإنها حملتك وهناً على وهن قال : ثم بماذا يا رب ؟ قال : إن أوليتك شيئاً من أمر عبادي فلا تعيهم إليك في حوائجهم ، فإنك إنما تعي روحي فإني مبصر ومسمع ومشهد » .