الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَفَمَن وَعَدۡنَٰهُ وَعۡدًا حَسَنٗا فَهُوَ لَٰقِيهِ كَمَن مَّتَّعۡنَٰهُ مَتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ثُمَّ هُوَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مِنَ ٱلۡمُحۡضَرِينَ} (61)

أخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا } قال : نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وفي أبي جهل .

وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { أفمن وعدناه . . . } الآية . قال : نزلت في حمزة . وأبي جهل .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه } قال : حمزة بن عبد المطلب { كمن متعناه متاع الحياة الدنيا } قال : أبو جهل بن هشام .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه } قال : هو المؤمن . سمع كتاب الله فصدق به ، وآمن بما وعد فيه من الخير والجنة { كمن متعناه متاع الحياة الدنيا } قال : هو الكافر . ليس كالمؤمن { ثم هو يوم القيامة من المحضرين } قال : من المحضرين في عذاب الله .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن مسروق رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية { أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيها } .

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { من المحضرين } قال : أهل النار أحضروها .

وأخرج البخاري في تاريخه عن عطاء بن السائب قال : كان ميمون بن مهران إذا قدم ينزل على سالم البراد ، فقدم قدمة فلم يلقه فقالت له امرأته : إن أخاك قرأ { أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه كمن متعناه } قالت : فشغل .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : من استطاع منكم أن يضع كنزه حيث لا يأكله السوس فليفعل .

وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب رضي الله عنه قال : مكتوب في التوراة : ابن آدم ضع كنزك عندي فلا غرق ، ولا حرق ، أدفعه إليك أفقر ما تكون إليه يوم القيامة .

وأخرج مسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « يقول الله عز وجل يا ابن آدم مرضت فلم تعدني ، فيقول : رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده ، فأما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ، ويقول : يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني ، فيقول : رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ فيقول تبارك وتعالى : أما علمت أن عبدي فلاناً استسقاك فلم تسقه ، أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي . قال : ويقول : يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني : فيقول : أي رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلاناً استطعمك فلم تطعمه ، أما أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي » .

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال : « يحشر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا ، وأعطش ما كانوا ، وأعرى ما كانوا ، فمن أطعم لله عز وجل أطعمه الله ، ومن كسا لله عز وجلّ كساه الله ، ومن سقى لله عز وجلّ سقاه الله ، ومن كان في رضا الله كان الله على رضاه أقدر » .