البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَفَمَن وَعَدۡنَٰهُ وَعۡدًا حَسَنٗا فَهُوَ لَٰقِيهِ كَمَن مَّتَّعۡنَٰهُ مَتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ثُمَّ هُوَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مِنَ ٱلۡمُحۡضَرِينَ} (61)

{ أفمن وعدناه } : يذكر تفاوت ما بين الرجلين من وعد ، { وعداً حسناً } ، وهو الثواب ، فلاقاه ، ومن متع في الحياة الدنيا ، ثم أحضر إلى النار .

وظاهر الآية العموم في المؤمن والكافر .

قيل : ونزلت في الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأبي جهل .

وقيل : في حمزة وأبي جهل .

وقيل : في عليّ وأبي جهل .

وقيل : في عمار والوليد بن المغيرة .

وقيل : نزلت في المؤمن والكافر ، وغلب لفظ المحضر في المحضر إلى النار كقوله : { لكنت من المحضرين } { فكذبوه فإنهم لمحضرون } والفاء في : { أفمن } ، للعطف ، لما ذكر تفاوت ما بين ما أوتوا من المتاع والزينة ، وما عند الله من الثواب ، قال : أفبعد هذا التفاوت الظاهر يسوى بين أبناء الآخرة وأبناء الدنيا ؟ والفاء في : { فهو لاقيه } ، للتسبيب ، لأن لقاء الموعود مسبب عن الوعد الذي هو الضمان في الخبر ، وثم للتراخي حال الإحضار عن حال التمتع بتراخي وقته عن وقته .

وقرأ طلحة : أمن وعدناه ، بغير فاء .