اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَفَمَن وَعَدۡنَٰهُ وَعۡدًا حَسَنٗا فَهُوَ لَٰقِيهِ كَمَن مَّتَّعۡنَٰهُ مَتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ثُمَّ هُوَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مِنَ ٱلۡمُحۡضَرِينَ} (61)

قوله{[40634]} : «أفَمَنْ وَعَدْنَاهُ » قرأ طلحة «أَمَنْ وَعَدْنَاهُ » بغير فاء{[40635]} «وَعْداً حَسَناً » يعني الجنة «فَهُوَ لاَقِيهِ » مصيبه ومدركه وصائرٌ إليه { كَمَن مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الحياة الدنيا } وتزول عن قريب { ثُمَّ هُوَ يَوْمَ القيامة مِنَ المحضرين } النار{[40636]} ، وقرأ الكسائي وقالون : «ثُمَّ هُوَ » بسكون الهاء إجراءً لها مجرى الواو والفاء ، والباقون بالضم على الأصل{[40637]} ، وتخصيص لفظ «المُحْضَرِينَ » بالذين أحضروا للعذاب أمر عرف من القرآن ، قال تعالى { لَكُنتُ مِنَ المحضرين } [ الصافات : 57 ] { فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } [ الصافات : 127 ] وفي اللفظ إشعار به ، لأن الإحضار يشعر بالتكليف والإلزام ، وذلك لا يليق بمجالس اللذة ، وإنما يليق بمجالس الضرر والمكاره{[40638]} .


[40634]:في ب: قوله تعالى.
[40635]:انظر البحر المحيط 7/127.
[40636]:انظر البغوي 6/356.
[40637]:السبعة (151) الكشف 1/234-235، الكشاف 3/175-176، التبيان 2/1024.
[40638]:انظر الفخر الرازي 25/7.