غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَفَمَن وَعَدۡنَٰهُ وَعۡدًا حَسَنٗا فَهُوَ لَٰقِيهِ كَمَن مَّتَّعۡنَٰهُ مَتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ثُمَّ هُوَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مِنَ ٱلۡمُحۡضَرِينَ} (61)

43

ثم زاد البيان المذكور تأكيداً بقوله { أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه } لأن وعد الله يترتب عليه الإنجاز البتة وصاحبه يلقى الموعود لا محالة . وتقدير الكلام : أبعد التفاوت المذكور بين ما عند الله وبين متاع الحياة الدنيا يسوّي بين أهل الجنة وبين أبناء الدنيا ؟ ومعنى " ثم " في قوله { ثم هو يوم القيامة } تراخي حال الإِحضار عن حال التمتع ، لا تراخي وقته عن وقته . وتخصيص لفظ { المحضرين } بالذين أحضروا للعذاب أمر عرف من القرآن . قال الله تعالى { لكنت من المحضرين } [ الصافات : 57 ]

{ فإنهم لمحضرون } [ الصافات : 127 ] ويمكن أن يقال : إن في اللفظ إشعاراً به لأن الإحضار مشعر بالتكليف والإِلزام وذلك لا يليق بمجالس اللذة والأنس وإنما يليق بمواضع الإكراه والوحشة . قيل : نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وأبي جهل . وقيل : في علي وحمزة وأبي جهل . وقيل : في عمار بن ياسر والوليد بن المغيرة .

/خ70