الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيۡنَآ أَلَّا نُؤۡمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأۡتِيَنَا بِقُرۡبَانٖ تَأۡكُلُهُ ٱلنَّارُۗ قُلۡ قَدۡ جَآءَكُمۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِي بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَبِٱلَّذِي قُلۡتُمۡ فَلِمَ قَتَلۡتُمُوهُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (183)

أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله { حتى يأتينا بقربان تأكله النار } قال : يتصدق الرجل منا فإذا تقبل منه أنزلت عليه نار من السماء فأكلته .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : كان من قبلنا من الأمم يقرب أحدهم القربان ، فتخرج الناس فينظرون أيتقبل منهم أم لا ، فإن تقبل منهم جاءت نار بيضاء من السماء فأكلت ما قرب ، وإن لم يتقبل لم تأت النار فعرف الناس إن لم يقبل منهم ، فلما بعث الله محمدا سأله أهل الكتاب أن يأتيهم بقربان { قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم } القربان { فلم قتلتموهم } يعيرهم بكفرهم قبل اليوم .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله { الذين قالوا إن الله عهد . . . } الآية . قال هم اليهود قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم : إن أتيتنا بقربان تأكله النار صدقناك وإلا فلست بنبي .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الشعبي قال : إن الرجل يشترك في دم الرجل ، وقد قتل قبل أن يولد . ثم قرأ الشعبي { قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم } فجعلهم هم الذين قتلوهم ولقد قتلوا قبل أن يولدوا بسبعمائة عام . ولكن قالوا قتلوا بحق وسنة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { الذين قالوا إن الله عهد إلينا . . . . } الآية . قال : كذبوا على الله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن العلاء بن بدر قال : كانت رسل تجيء بالبينات ، ورسل علامة نبوتهم أن يضع أحدهم لحم البقر على يده فتجيء نار من السماء فتأكله . فأنزل الله { قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم } .