الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞لَتُبۡلَوُنَّ فِيٓ أَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَذٗى كَثِيرٗاۚ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ} (186)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله { لتبلون . . . } الآية قال : أعلم الله المؤمنين أنه سيبتليهم ، فينظر كيف صبرهم على دينهم .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الزهري في قوله { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } قال : هو كعب بن الأشرف ، وكان يحرض المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في شعره ، ويهجو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

وأخرج ابن المنذر من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك . مثله .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب } يعني اليهود والنصارى ، فكان المسلمون يسمعون من اليهود قولهم : عزير ابن الله . ومن النصارى قولهم : المسيح ابن الله . وكان المسلمون ينصبون لهم الحرب ، ويسمعون إشراكهم بالله { وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور } قال : من القوة مما عزم الله عليه وأمركم به .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { وإن تصبروا وتتقوا . . . ْ } الآية . قال : أمر الله المؤمنين أن يصبروا على من آذاهم رغم أنهم كانوا يقولون : يا أصحاب محمد لستم على شيء ، نحن أولى بالله منكم ، أنتم ضلال . فأمروا أن يمضوا ويصبروا .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { إن ذلك من عزم الأمور } يعني هذا الصبر على الأذى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر { من عزم الأمور } يعني من حق الأمور التي أمر الله تعالى .