فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيۡنَآ أَلَّا نُؤۡمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأۡتِيَنَا بِقُرۡبَانٖ تَأۡكُلُهُ ٱلنَّارُۗ قُلۡ قَدۡ جَآءَكُمۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِي بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَبِٱلَّذِي قُلۡتُمۡ فَلِمَ قَتَلۡتُمُوهُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (183)

( الذين قالوا ) أي جماعة من اليهود ( إن الله عهد إلينا ) في التوراة ( ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار ) وهذا منهم كذب على التوراة إذ الذي فيها مقيد بغير عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام . والقربان ما يتقرب به إلى الله من نسيكة وصدقة وعمل صالح ، وهو فعلان من القربة ، وقد كان دأب بني إسرائيل انهم كانوا يقربون القربان فيقوم النبي فيدعو فتنزل نار من السماء فتحرقه ، ولم يتعبد الله بذلك كل أنبيائه ولا جعله دليلا على صدق دعوى النبوة .

ولهذا رد الله عليهم فقال ( قل قد جاءكم رسل من قبلي ) كيحيى بن زكريا وشعياء وسائر من قتلوا من الأنبياء ( بالبينات ) أي الدلالات الواضحات على صدقهم ( وبالذي قلتم ) أي بالقربان ( فلم قتلتموهم ) أراد بذلك فعل أسلافهم ( إن كنتم صادقين ) في دعواكم .