الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيۡنَآ أَلَّا نُؤۡمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأۡتِيَنَا بِقُرۡبَانٖ تَأۡكُلُهُ ٱلنَّارُۗ قُلۡ قَدۡ جَآءَكُمۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِي بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَبِٱلَّذِي قُلۡتُمۡ فَلِمَ قَتَلۡتُمُوهُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (183)

قوله : ( الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا ) الآية [ 183 ] .

المعنى : لقد سمع الله قول الذين قالوا : إن الله فقير ونحن أغنياء الذين قالوا ( إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا )( {[11374]} ) . والمعنى : الذين قالوا : إن الله أوصانا ، وتقدم في كتبه إلينا ألا نصدق رسولاً ( حَتَّى يَاتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَاكُلُهُ النَّارُ ) فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد ( قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلُ( {[11375]} ) مِّن قَبْلِي بِالبَيِّنَاتِ وَبِالذِي قُلْتُمْ ) أي : الآيات الظاهرات ( بِقُرْبَانٍ تَاكُلُهُ النَّارُ ) كما قلتم ( فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمُ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) في قولكم الآن ( إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا ) بذلك ، والخطابة لهم في القتال ، والمراد آباؤهم وأسلافهم .

روي أن بني إسرائيل كانوا يذبحون لله إذا أرادوا أن يفعلوا شيئاً ، ثم يأخذون الثوب ، وأطايب اللحم فيضعه على موضع لهم في بيت كبير والسقف في ذلك الموضع مكشوف ثم يقوم النبي –صلى الله عليه وسلم- بين ذلك الموضع يناجي ربه ، وبنو إسرائيل دارجون حول البيت فلا يزال كذلك حتى تنزل نار فتأخذ ذلك الثوب ، واللحم فهو القربان( {[11376]} ) فيخر( {[11377]} ) النبي صلى الله عليه وسلم ساجداً ثم يوحى إليه بأمر قومه يفعلوا( {[11378]} ) ما سألوا( {[11379]} ) .


[11374]:- ساقط من (ج).
[11375]:- (أ): رجل وهو تحريف.
[11376]:- (ج): القراان.
[11377]:- (ب): فتخر وهو تحريف.
[11378]:- (ب): ففعلوا واستصوب ليفعلوا.
[11379]:- انظر: جامع البيان 4/197.