الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِ وَيَكۡتُمُونَ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا} (37)

أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان كردم بن يزيد حليف كعب بن الأشرف ، وأسامة بن حبيب ، ونافع بن أبي نافع ، وبحري بن عمرو ، وحيي بن أخطب ، ورفاعة بن زيد بن التابوت ، يأتون رجالا من الأنصار يتنصحون لهم فيقولون لهم : لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر في ذهابها ، ولا تسارعوا في النفقة فإنكم لا تدرون ما يكون . فأنزل الله فيهم { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل } إلى قوله { وكان الله بهم عليما } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { الذين يبخلون } قال : هي في أهل الكتاب ، يقول : يكتمون ويأمرون الناس بالكتمان .

وأخرج ابن جرير عن حضرمي في الآية قال : هم اليهود ، بخلوا بما عندهم من العلم ، وكتموا ذلك .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { الذين يبخلون . . . } الآية . قال : نزلت في يهود .

وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله { الذين يبخلون . . } الآية . قال هؤلاء يهود يبخلون بما آتاهم الله من الرزق ، ويكتمون ما آتاهم الله من الكتب إذا سئلوا عن الشيء .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : كان علماء بني إسرائيل يبخلون بما عندهم من العلم ، وينهون العلماء أن يعلموا الناس شيئا ، فعيرهم الله بذلك فأنزل الله { الذين يبخلون . . . } الآية .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل } قال : هذا في العلم ليس للدنيا منه شيء .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : هم أعداء الله أهل الكتاب ، بخلوا بحق الله عليهم وكتموا الإسلام ومحمدا وهم ( يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) ( الأعراف الآية 157 ) .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن طاوس قال : البخل . أن يبخل الإنسان بما في يديه ، والشح : أن يشح على ما في أيدي الناس ، يحب أن يكون له ما في أيدي الناس بالحل والحرام لا يقنع .

وأخرج سعيد بن منصور عن عمرو بن عبيد . أنه قرأ { ويأمرون الناس بالبخل } .

وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن يعمر ، أنه قرأها { ويأمرون الناس بالبخل } بنصب الباء والخاء .

وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار . أن ابن الزبير كان يقرأها { ويأمرون الناس بالبخل } بنصب الباء والخاء .