جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِ وَيَكۡتُمُونَ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا} (37)

{ الذين يبخلون } بأموالهم أن ينفقوها فيما أمرهم الله من بر الوالدين والأقربين ، بدل ممن كان ، أو نصب أو رفع على الذم { ويأمرون الناس بالبُخل } أيضا كاليهود قالوا " : لا تنفقوا على محمد فإنا نخشى عليكم الفقر { ويكتمون ما آتاهم الله من فضله{[1011]} } يعني : الغنى ، وحمل بعض السلف الآية على بخل اليهود بإظهار ما عندهم من العلم بمحمد صلى الله عليه وسلم وكتمانهم ذلك { وأعتدنا للكافرين{[1012]} عذابا مهينا } أي : أعتدنا لهم فإنهم كافرون بنعمة الله .


[1011]:من نعمة أنعم الله عليهم فإن البخيل يسترها ويجحدها، وفي الحديث: (إن الله إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يظهر أثرها عليه/12 وجيز. [صححه الشيخ الألباني في (الصحيحة) (1290) وقال: رواه ابن سعد (4/291) والطحاوي في (مشكل الآثار) (4/151) والبيهقي في (الشعب) (2/221/1)].
[1012]:أي: لمن كفر بنعمة الله ووعظ المسلمين بأخس الرذائل وفي الحديث: (لم يجمع البخل والإيمان في قلب) وأكثر البخلاء موتهم في حال سلب الإيمان، وقد دخل في ذلك بالدخول الأولى اليهود فإنهم مجبولون على البخل دنس الثياب كريهو الرائحة، ولما ذكر المساكين عطف عليهم منفقين لغير وجه الله/12 وجيز.