قوله : ( الذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَامُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ) الآية : [ 37 ] .
( الذِينَ ) " بدل مِن " مَن( {[12413]} ) وقيل( {[12414]} ) : هم في موضع رفع بالابتداء ، والخبر .
( اِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ )( {[12415]} ) أي لا يظلم . وقال الأخفش : الذين في موضع رفع بالابتداء ، والخبر محذوف دل عليه ما بعده ، وتقديره الذين يبخلون قرناء الشيطان ودل على هذا قوله : ( وَمَنْ يَّكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً )( {[12416]} ) وقد أغفل النحاس في الإعراب هذا القول فلم يذكره( {[12417]} ) وهو في كتاب الأخفش( {[12418]} ) . وقيل( {[12419]} ) : الذين في موضع ( رفع )( {[12420]} ) بدل من الضمير في فخور ، ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار مبتدأ( {[12421]} ) ، ويجوز أن يكون في موضع نصب على إضمار أعني( {[12422]} ) .
والبخل لغتان( {[12423]} ) ، وفيه [ لغتان ]( {[12424]} ) غير هاتين ، ويقال : البُخُل والبَخْل( {[12425]} ) ، ومعنى الآية : إن الله لا يحب المختال الفخور الذي يبخل بماله ويأمر الناس بالبخل .
وقد روي أن البخل هنا : كتمان أمر محمد عليه السلام ، وعنى به اليهود والنصارى وهم يجدونه مكتوباً في التوراة والإنجيل( {[12426]} ) .
ومعنى ( وَيَكْتُمُونَ مَاءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ) هم اليهود كتموا( {[12427]} ) و( مَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ )( {[12428]} ) من أمر محمد صلى الله عليه وسلم وما عندهم( {[12429]} ) من علمه .
وقال ابن زيد : هم اليهود بخلوا بما آتاهم الله من الرزق ، وكتموا ما آتاهم من العلم في أمر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره( {[12430]} ) .
وقال ابن عباس : كان رجال من أشراف يهود( {[12431]} ) يأتون رجالاً من الأنصار ، ويخالطوهم( {[12432]} ) ، ويستنصحون لهم : لا تنفقوا أموالكم فإنا نخاف عليكم الفقر في ذهابها ، فأنزل الله عز وجل ( الذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَامُرُونَ النَّاسَ بِالبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ )( {[12433]} ) أي : يكتمون نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأمره وذلك كله في التوراة .
وروي أن فيها : خاتم النبيين ، وسيد العاملين ، وأمته الحمادون ، ويشدون( {[12434]} ) أوساطهم ، ويفترسون جبالهم ، تسيل دموعهم على خدودهم وهم يجأرون( {[12435]} ) إلى الله في فكاك رقابهم .
قوله : ( وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ ) أي للجاحدين نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ( عَذَاباً مُّهِيناً ) أي مذلاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.