{ إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا }( ويدخل فيها( {[1437]} ) كل ما يدل على ذات الله تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه ، وملائكته ، والكتب والرسل ، وكفرهم بها : أن ينكروا كونها آيات ، أو يغفلوا عنها ولا ينظروا فيها ، أو يلقوا الشكوك والشبهات فيها ، أو ينكروها مع العلم بها ، عنادا وحسدا ، وبغيا ولددا به ) ( {[1438]} ) ؛ و { سوف } كلمة تذكر للتهديد والوعيد ، وتنوب عنها السين ، كما في قوله تعالى : ( سأصليه سقر ) ( {[1439]} ) ، وقد تذكر للوعد ، كما في قوله سبحانه : ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) ( {[1440]} ) ، و( . . سوف أستغفر لكم ربي . . . ) ( {[1441]} ) ؛ { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب }- بدلناهم جلودا غير محترقة ، وذلك أنها تعاد جديدة والأولى كانت قد احترقت فأعيدت غير محترقة ، فلذلك قيل غيرها ، لأنها غير الجلود التي كانت لهم في الدنيا ، التي عصوا الله وهي لهم ، قالوا : وذلك نظير قول العرب للصائغ إذا استصاغه خاتما من خاتم مصوغ بتحويله عن صياغته التي هو بها إلى صياغة أخرى : صغ لي من هذا الخاتم غيره ، فيكسره ويصوغ له منه خاتما غيره ، والخاتم المصوغ بالصياغة الثانية هو الأول ، ولكنه لما أعيد بعد كسره خاتما قيل هو غيره ، قالوا : فكذلك معنى قوله : { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها } لما احترقت الجلود ثم أعيدت جديدة بعد الاحتراق قيل على ذلك المعنى ؛ . . . . وأما معنى قوله : { ليذوقوا العذاب } فإنه يقول : فعلنا ذلك بهم ليجدوا ألم العذاب وكربه وشدته بما كانوا في الدنيا يكذبون بآيات الله ويجحدونها ؛ . . { إن الله كان عزيزا حكيما } يقول : إن الله لم يزل عزيزا في انتقامه ممن انتقم منه من خلقه ، لا يقدر على الامتناع منه أحد أراده بضر ، ولا الانتصار منه لأحد أحل به عقوبة . { حكيما } في تدبيره وقضائه-( {[1442]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.