قوله : { بآياتنا } الظاهر عدم تخصيص بعض الآيات دون بعض ، و { سَوْفَ } كلمة تذكر للتهديد قاله سيبويه . وينوب عنها السين . وقد تقدّم معنى نصلي في أوّل السورة . والمراد : سوف ندخلهم ناراً عظيمة . وقرأ حميد بن قيس «نَصْلِيهِمْ » بفتح النون . قوله : { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ } يقال : نضج الشيء نضجاً ونضاجاً ، ونضج اللحم ، وفلان نضج الرأي ، أي : محكمه . والمعنى : أنها كلما احترقت جلودهم بدّلهم الله جلوداً غيرها ، أي : أعطاهم مكان كل جلد محترق جلداً آخر غير محترق ، فإن ذلك أبلغ في العذاب للشخص ؛ لأن إحساسه لعمل النار في الجلد الذي لم يحترق أبلغ من إحساسه لعملها في الجلد المحترق . وقيل : المراد بالجلود : السرابيل التي ذكرها في قوله : { سَرَابِيلُهُم من قَطِرَانٍ } [ إبراهيم : 50 ] ولا موجب لترك المعنى الحقيقي ها هنا ، وإن جاز إطلاق الجلود على السرابيل مجازاً ، كما في قول الشاعر :
كسا اللوم تيما خضرة في جلودها *** فويل لتيم من سرابيلها الخضر
وقيل : المعنى : أعدنا الجلد الأوّل جديداً ، ويأبى ذلك معنى التبديل . قوله : { لِيَذُوقُوا العذاب } أي : ليحصل لهم الذوق الكامل بذلك التبديل . وقيل : معناه : ليدوم لهم العذاب ، ولا ينقطع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.