الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا سَوۡفَ نُصۡلِيهِمۡ نَارٗا كُلَّمَا نَضِجَتۡ جُلُودُهُم بَدَّلۡنَٰهُمۡ جُلُودًا غَيۡرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمٗا} (56)

قوله تعالى : { إِنَّ الذين كَفَرُواْ بآياتنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً }[ النساء :56 ] .

لما تقدَّم في الآية وصْفُ المَرَدَةِ مِنْ بني إسرائيل ، وذِكْرُ أفعالهم وذُنُوبِهِمْ ، جاءَتْ هذه الآيةُ بالوَعيدِ النَّصِّ لهم بلفظٍ جَلِيٍّ عَامٍّ لهم ولغيرهم ، مِمَّنْ فَعَلَ فِعْلَهم من الكفرة ، واختلف في معنى تَبْدِيل الجُلُودِ ، فقالت فرقةٌ : تُبَدَّلُ عليهم جُلُودٌ أغْيَارٌ ، إذْ نفوسُهم هي المعذَّبة ، والجلودُ لا تَأْلَمُ في ذَاتِها ، وقالتْ فرقة : تبديلُ الجُلُودِ هو إعادَةُ ذلك الجِلْدِ بعينِهِ الذي كان في الدُّنيا ، وإنما سَمَّاه تبديلاً ، لأنَّ أوصافه تتغيَّر ، قال الحَسَنُ بْنُ أبي الحَسَن : تُبَدَّلُ علَيْهم في اليومِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ ، عافَانا اللَّه مِنْ عذابِهِ برَحْمَتِهِ .