الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَنُقَلِّبُ أَفۡـِٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَنَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (110)

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة } قال : لما جحد المشركون ما أنزل الله لم تثبت قلوبهم على شيء ، وردت عن كل أمر .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { ونقلب أفئدتهم . . . } الآية . قال : جاءهم محمد بالبينات فلم يؤمنوا به ، فقلبنا أبصارهم وأفئدتهم ولو جاءتهم كل آية مثل ذلك لم يؤمنوا إلا أن يشاء الله .

وأخرج ابن المبارك وأحمد في الزهد وابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإِيمان وابن عسكر عن أم الدرداء . أن أبا الدرداء لما احتضر جعل يقول : من يعمل لمثل يومي هذا : من يعمل لمثل ساعتي هذه ، من يعمل لمثل مضجعي هذا ، ثم يقول { ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون } ثم يغمى عليه ، ثم يفيق فيقولها حتى قبض .