قوله : { ونقلب أفئدتهم وأبصارهم } الآية [ 111 ] .
المعنى : أنهم لما أشركوا وجحدوا ، لم يثبت الله قلوبهم على شيء{[21409]} . قال ابن زيد : ( المعنى ){[21410]} : نمعنهم{[21411]} من الإيمان كما فعلنا بهم أول مرة{[21412]} . وقيل : المعنى : لو جئناهم بآية ما آمنوا كما لم يؤمنوا أول مرة ، لأن الله حال بينهم وبين ذلك{[21413]} .
وقال مجاهد : المعنى : يحول بينهم وبين الإيمان ، ولو جاءتهم كل آية لا يؤمنون كما حُلْنا بينهم وبين الإيمان أول مرة{[21414]} . كأن في الكلام تقديما وتأخيرا ، والمعنى : { وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون } كما لم يؤمنوا به أول مرة ، وذلك قبل إتيان الآية : { ونقلب أفئدتهم وأبصارهم } ، { ونذرهم في طغيانهم يعمهون }{[21415]} .
وقيل : المعنى : أن الله جل ذكره جعل عقوبة الإعراض عن الحق – بعد أن بين{[21416]} لهم – الطبع على قلوبهم ، و( الغشاوة ){[21417]} على أبصارهم{[21418]} .
والهاء في ( به ) للقرآن{[21419]} . وقيل : لمحمد{[21420]} . وقيل : للمسؤول ، أي : كما لم يؤمن أوائلهم بما سألوا من الآيات بعد نزولها ، فكذلك يفعل كفار قريش لو نزل عليهم ما سألوا من الآيات .
وعن ابن عباس : ( أن المعنى ){[21421]} : أن الله ( أخبرنا ما يفعل بعباده ){[21422]} لو ردهم إلى الدنيا فقال : { ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يومنوا به أول مرة } ، أي : لو ردوا إلى الدنيا لَحِيلَ{[21423]} بينهم وبين الهدى ، كما حيل{[21424]} بينهم وبينه أول مرة وهم في الدنيا{[21425]} .
قال الطبري : المعنى : ونُقلّبُ أفئدتهم فنزيغها عن الإيمان ، وأبصارهم عن رؤية الحق ، كما لم يؤمنوا بتقليبنا إياها قبل مجيئها أول مرة ، أي : قبل ذلك{[21426]} .
والهاء عنده تعود على التقليب{[21427]} ، وفيما تقدّم من الأقوال : تعود على الهدى ، أو على الإيمان ، وقد قيل : على الرسول ، وقيل : ( على القرآن ){[21428]} . وقيل : على الله جل ذكره{[21429]} .
وقوله : { ونذرهم في طغيانهم يعمهون } أي : نتركهم في حيرتهم يترددون{[21430]} . قال{[21431]} النحاس : المعنى : نُقلّب{[21432]} أفئدتهم وأبصارهم على لهب النار كما لم يؤمنوا به في الدنيا . ثم قال : { ونذرهم في طغيانهم يعمهون{[21433]} } ، أي : ونمهلهم في الدنيا فلا نعاقبهم ، أي : ونتركهم في طغيانهم يتحيَّرون{[21434]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.