قوله سبحانه : { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وأبصارهم كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }[ الأنعام :110 ] .
فالمعنى ، على ما قالت فرقة : ونقلِّب أفئدتهم وأبصارهم في النَّار ، وفي لهبها في الآخرة ، لمَّا لم يُؤْمِنُوا في الدنيا ، ثم استأنف على هذا : ونَذَرُهُمْ في الدنيا في طغيانهم يعمهون ، وقالتْ فرقة : إنما المراد بالتقْلِيبِ التَّحْويلُ عن الحَقِّ والهدى والتَّرْكُ في الضلالةِ والكُفْر ، ومعنى الآية : أن هؤلاء الذين أقسموا أنَّهم يؤمنُون إنْ جاءت آية نحْنُ نقلِّب أفئدتهم وأبصارهم ، أنْ لو جاءت فلا يؤمنون بها ، كما لم يؤمنوا أولَ مرَّة بما دُعُوا إلَيْه من عبادة اللَّه تعالى ، فأخبر اللَّه عزَّ وجلَّ على هذا التأويل بصورة فعله بهم ، وقالتْ فرقة : قوله : { كَمَا } ، في هذه الآية : إنما هي بمعنى المجازاة ، أي : لما لم يؤمنوا أولَ مرَّة ، نجازيهم ، بأنْ نقلِّب أفئدتهم عن الهدى ، ونطبع على قلوبهم ، فكأنه قال : ونحْنُ نقلِّب أفئدتهم وأبصارهم ، جَزَاءً لِمَا لم يؤمنوا أول مرة بما دُعُوا إلَيْه من الشرع ، والضميرُ في { بِهِ } يحتمل أنْ يعود على اللَّه عزَّ وجلَّ ، أو على القرآن ، أو على النبيِّ صلى الله عليه وسلم { وَنَذَرُهُمْ } : معناه : نتركُهم ، والطغيانُ : التخبُّط في الشرِّ ، والإفراطُ فيما يتناوله المرء ، و{ يَعْمَهُونَ } : معناه : يتردَّدون في حيرتهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.