الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِذَا جَآءَتۡهُمۡ ءَايَةٞ قَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ حَتَّىٰ نُؤۡتَىٰ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِۘ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا كَانُواْ يَمۡكُرُونَ} (124)

أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج { وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتيَ رسل الله } وذلك أنهم قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم حين دعاهم إلى ما دعاهم إليه من الحق : لو كان هذا حقاً لكان فينا من هو أحق أن يأتي به من محمد { وقالوا : لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } [ الزخرف : 31 ] .

أما قوله تعالى : { الله أعلم حيث يجعل رسالاته } .

أخرج أحمد عن ابن مسعود قال : إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه ، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن ، وما رأوه سيئاً فهو عند الله سيء .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي حسن قال : أبصر رجل ابن عباس وهو يدخل من باب المسجد ، فلما نظر إليه راعه فقال : من هذا ؟ قالوا : ابن عباس ابن عم رسول الله . قال { الله أعلم حيث يجعل رسالاته } .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله { سيصيب الذين أجرموا } قال : أشركوا { صغار } قال : هوان .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { صغار } قال : ذلة .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { بما كانوا يمكرون } قال : بدين الله ونبيه وعباده المؤمنين .