{ وإذا جاءتهم } أي : أهل مكة { آية } على صدق النبيّ صلى الله عليه وسلم { قالوا لن نؤمن } به { حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله } أي : من النبوّة وذلك أنّ الوليد بن المغيرة قال للنبيّ صلى الله عليه وسلم لو كانت النبوّة حقاً لكنت أولى بها منك لأني أكبر منك سناً وأكثر منك مالاً فنزلت ، وقال مقاتل : نزلت في أبي جهل حين قال : زاحمنا بنو عبد مناف في الشرف حتى إذا صرنا كفرسي رهان قالوا : منا نبيّ يوحى إليه ، والله لا نرضى إلا أن يأتينا وحي كما يأتيه .
وقوله تعالى : { الله أعلم حيث يجعل رسالاته } استئناف للردّ عليهم بأن النبوّة ليست بالنسب والمال وإنما هي بفضائل نفسانية يخص الله بها من يشاء من عباده فيجتبي لرسالته من علم أنه يصلح لها وحيث مفعول به لفعل محذوف دل عليه ( أعلم ) لأنّ أفعل التفضيل لا ينصب المفعول به أي : يعلم الموضع الصالح لوضعها فيه فيضعها وهؤلاء ليسوا أهلاً لها ، وقرأ ابن كثير وحفص بنصب التاء ورفع الهاء ولا ألف قبل التاء على التوحيد ، والباقون بكسر التاء والهاء وألف قبل التاء على الجمع { سيصيب الذين أجرموا } بقولهم ذلك { صغار } أي : ذل وهوان { عند الله } يوم القيامة ، وقيل : تقديره من عند الله { وعذاب } أي : مع الصغار { شديد } أي : في الدنيا بالقتل والأسر وفي الآخرة بالنار { بما } أي : بسبب ما { كانوا يمكرون } من صدّهم الناس عن الإيمان وطلبهم ما لا يستحقونه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.