الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَـٰٓئِكَةٗۖ وَمَا جَعَلۡنَا عِدَّتَهُمۡ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسۡتَيۡقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَيَزۡدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِيمَٰنٗا وَلَا يَرۡتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡكَٰفِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَمَا يَعۡلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكۡرَىٰ لِلۡبَشَرِ} (31)

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس { وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا } قال : قال أبو الأشدين : خلوا بيني وبين خزنة جهنم أنا أكفيكم مؤنتهم . قال : وحدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف خزان جهنم فقال : «كأن أعينهم البرق وكأن أفواههم الصياصي يجرون أشفارهم لهم مثل قوة الثقلين ، يقبل أحدهم بالأمة من الناس يسوقهم ، على رقبته جبل ، حتى يرمي بهم في النار فيرمي بالجبل عليهم » .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج { ليستيقن الذين أوتوا الكتاب } أنهم يجدون عدتهم في كتابهم تسعة عشر { ويزداد الذين آمنوا إيماناً } فيؤمنوا بما في كتابهم من عدتهم فيزدادوا بذلك إيماناً .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله : { ليستيقن الذين أوتوا الكتاب } قال : يستيقن أهل الكتاب حين وافق عدد خزنة النار ما في كتابهم .

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد { ليستيقن الذين أوتوا الكتاب } قال : يجدونه مكتوباً عندهم عدة خزنة النار .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة { ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ، ويزداد الذين آمنوا إيماناً } قال : صدق القرآن الكتب التي خلت قبله التوراة والإِنجيل أن خزنة جهنم تسعة عشر { وليقول الذين في قلوبهم مرض } قال : الذين في قلوبهم النفاق والله أعلم .

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله : { وما يعلم جنود ربك إلا هو } قال : من كثرتهم .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج مثله .

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق ابن جريج عن رجل عن عروة بن الزبير أنه سأل عبدالله بن عمرو بن العاص أي الخلق أعظم ؟ قال : الملائكة . قال : من ماذا خلقت ؟ قال : من نور الذراعين والصدر . قال : فبسط الذراعين . فقال : كونوا ألفي ألفين . قيل لابن جريج : ما ألفي ألفين ؟ قال : ما لا يحصى كثرته .

وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة الإِسراء قال : «فصعدت أنا وجبريل إلى السماء الدنيا ، فإذا أنا بملك يقال له اسماعيل ، وهو صاحب سماء الدنيا ، وبين يديه سبعون ألف ملك مع كل ملك منهم جنده مائة ألف ، وتلا هذه الآية { وما يعلم جنود ربك إلا هو } » .

أخرج عبد بن حميد عن مجاهد { وما هي إلا ذكرى للبشر } قال : النار .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة مثله .