فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمۡ لَنُخۡرِجَنَّكُم مِّنۡ أَرۡضِنَآ أَوۡ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَاۖ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ رَبُّهُمۡ لَنُهۡلِكَنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (13)

قوله : { وَقَالَ الذين كَفَرُوا } هؤلاء القائلون هم طائفة المتمرّدين عن إجابة الرسل ، واللام في " لنخرجنكم " هي الموطئة للقسم ، أي : والله لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودنّ في ملتنا ، لم يقنعوا بردهم لما جاءت به الرسل وعدم امتثالهم لما دعوهم إليه حتى اجترءوا عليهم بهذا ، وخيروهم بين الخروج من أرضهم ، أو العود في ملتهم الكفرية . وقد قيل : إن «أو » في { أو لتعودنّ } بمعنى حتى ، أو يعني : إلا أن تعودوا كما قاله بعض المفسرين ، وردّ بأنه لا حاجة إلى ذلك ، بل " أو " على بابها للتخيير بين أحد الأمرين ، وقد تقدّم تفسير الآية في سورة الأعراف . قيل : والعود هنا بمعنى الصيرورة لعصمة الأنبياء عن أن يكونوا على ملة الكفر قبل النبوة وبعدها . وقيل : إن الخطاب للرسل ولمن آمن بهم فغلب على أتباعهم { فأوحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ } أي : إلى الرسل { لَنُهْلِكَنَّ الظالمين } أي قال لهم : لنهلكن الظالمين .

/خ18