فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَسَكَنتُمۡ فِي مَسَٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَتَبَيَّنَ لَكُمۡ كَيۡفَ فَعَلۡنَا بِهِمۡ وَضَرَبۡنَا لَكُمُ ٱلۡأَمۡثَالَ} (45)

{ وَسَكَنتُمْ فِي مساكن الذين ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ } أي : استقررتم ، يقال : سكن الدار وسكن فيها ، وهي بلاد ثمود ونحوهم من الكفار الذين ظلموا أنفسهم بالكفر بالله ، والعصيان له { وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ } قرأ عبد الرحمن السلمي «نبين » بالنون والفعل المضارع ، وقرأ من عداه بالتاء الفوقية والفعل الماضي ، أي : تبين لكم بمشاهدة الآثار كيف فعلنا بهم من العقوبة والعذاب الشديد بما فعلوه من الذنوب ، وفاعل تبين ما دلت عليه الجملة المذكورة بعده ، أي : تبين لكم فعلنا العجيب بهم { وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأمثال } في كتب الله وعلى ألسن رسله إيضاحاً لكم وتقريراً وتكميلاً للحجة عليكم .

/خ46