{ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ } الجملة في محل نصب على الحال ، أي : فعلنا بهم ما فعلنا ، والحال أنهم قد مكروا في ردّ الحق وإثبات الباطل مكرهم العظيم ، الذي استفرغوا فيه وسعهم { وَعِندَ الله مَكْرُهُمْ } أي : وعند الله جزاء مكرهم ، أو وعند الله مكتوب مكرهم فهو مجازيهم ، أو وعند الله مكرهم الذي يمكرهم به ، على أن يكون المكر مضافاً إلى المفعول ، قيل : والمراد بهم : قوم محمد صلى الله عليه وسلم مكروا بالنبي صلى الله عليه وسلم حين هموا بقتله أو نفيه . وقيل : المراد ما وقع من النمروذ حيث حاول الصعود إلى السماء ، فاتخذ لنفسه تابوتاً ، وربط قوائمه بأربعة نسور . { وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجبال } قرأ عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وأبي «وإن كاد مكرهم » بالدال المهملة مكان النون . وقرأ غيرهم من القراء ( وإن كان ) بالنون . وقرأ ابن محيص ، وابن جريج ، والكسائي «لتزول » بفتح اللام على أنها لام الابتداء ، وقرأ الجمهور بكسرها على أنها لام الجحود . قال ابن جرير : الاختيار هذه القراءة ، يعني : قراءة الجمهور ؛ لأنها لو كانت زالت لم تكن ثابتة ، فعلى قراءة الكسائي ومن معه تكون إن هي المخففة من الثقيلة . واللام هي الفارقة ، وزوال الجبال مثل لعظم مكرهم وشدّته ، أي : وإن الشأن كان مكرهم معدّاً لذلك . قال الزجاج : وإن كان مكرهم يبلغ في الكيد إلى إزالة الجبال ، فإن الله ينصر دينه . وعلى قراءة الجمهور يحتمل وجهين : أحدهما أن تكون «إن » هي المخففة من الثقيلة ، والمعنى كما مرّ . والثاني : أن تكون نافية ، واللام المكسورة لتأكيد النفي كقوله : { وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إيمانكم } [ البقرة : 143 ] والمعنى : ومحال أن تزول الجبال بمكرهم ، على أن الجبال مثل لآيات الله وشرائعه الثابتة على حالها مدى الدهر ، فالجملة على هذا حال من الضمير في { مكروا } لا من قوله : { وَعِندَ الله مَكْرُهُمْ } أي : والحال أن مكرهم لم يكن لتزول منه الجبال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.