فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُۖ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ} (48)

{ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض } قال الزجاج : انتصاب { يوم } على البدل من { يوم يأتيهم } ، أو على الظرف للانتقام . انتهى . ويجوز أن ينتصب بمقدّر يدل عليه الكلام ، أي : واذكر ، أو وارتقب ، والتبديل قد يكون في الذات ، كما في : بدّلت الدراهم دنانير ، وقد يكون في الصفات كما في : بدّلت الحلقة خاتماً . والآية تحتمل الأمرين . وقد قيل : المراد : تغير صفاتها . وبه قال الأكثر ، وقيل تغير ذاتها ، ومعنى { والسماوات } أي : وتبدّل السماوات غير السماوات على الاختلاف الذي مرّ { وَبَرَزُوا للَّهِ الواحد الْقَهَّارِ } أي : برز العباد لله ، أو الظالمون كما يفيده السياق ، أي : ظهروا من قبورهم ، أو ظهر من أعمالهم ما كانوا يكتمونه . والتعبير على المستقبل بلفظ الماضي للتنبيه على تحقق وقوعه كما في قوله : { وَنُفِخَ فِي الصور } [ يس : 51 ، الزمر : 68 ، ق : 20 ] و{ الواحد القهار } المتفرد بالألوهية الكثير القهر لمن عانده .

/خ52