{ إِلاَّ مَنِ استرق السمع } استثناء متصل ، أي : إلاّ ممن استرق السمع ، ويجوز أن يكون منقطعاً ، أي : ولكن من استرق السمع { فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ } والمعنى : حفظنا السماء من الشياطين أن تسمع شيئاً من الوحي وغيره إلاّ من استرق السمع ، فإنها تتبعه الشهب فتقتله أو تخبله ، ومعنى { فأتبعه } : تبعه ولحقه أو أدركه . والشهاب : الكوكب أو النار المشتعلة الساطعة كما في قوله : { بِشِهَابٍ قَبَسٍ } [ النمل : 7 ] قال ذو الرمة :
كأنه كوكب في إثر عفريت *** . . .
وسمي الكوكب شهاباً ، لبريقه شبه النار ، والمبين : الظاهر للمبصرين يرونه لا يلتبس عليهم . قال القرطبي : واختلف في الشهاب ، هل يقتل أم لا ؟ فقال ابن عباس : الشهاب يجرح ويحرق ويخبل ولا يقتل ، وقال الحسن وطائفة : يقتل ، فعلى هذا القول في قتلهم بالشهب قبل إلقاء السمع إلى الجنّ قولان : أحدهما : أنهم يقتلون قبل إلقائهم ما استرقوه من السمع إلى غيرهم ، فلا تصل أخبار السماء إلى غير الأنبياء ، ولذلك انقطعت الكهانة . والثاني : أنهم يقتلون بعد إلقائهم ما استرقوه من السمع إلى غيرهم من الجنّ . قال ذكره الماوردي ، ثم قال : والقول الأوّل أصح .
قال : واختلف هل كان رمي بالشهب قبل المبعث ؟ فقال الأكثرون : نعم ، وقيل : لا ، وإنما ذلك بعد المبعث ، قال الزجاج : والرمي بالشهب من آيات النبي صلى الله عليه وسلم مما حدث بعد مولده ؛ لأن الشعراء في القديم لم يذكروه في أشعارهم . قال كثير من أهل العلم : نحن نرى انقضاض الكواكب ، فيجوز أن يكون ذلك كما نرى . ثم يصير ناراً إذا أدرك الشيطان . ويجوز أن يقال : يرمون بشعلة من نار الهواء فيخيل إلينا أنه نجم يسري .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.