بيّن سبحانه أن مثل صنيع قريش قد وقع من سائر الأمم ، فقال : مسلياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم { تالله لَقَدْ أَرْسَلْنَا إلى أُمَمٍ مّن قَبْلِكَ } أي : رسلاً { فَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أَعْمَالَهُمْ } الخبيثة { فَهُوَ وَلِيُّهُمُ اليوم } يحتمل أن يكون ليوم عبارة عن زمان الدنيا ، فيكون المعنى : فهو قرينهم في الدنيا ، ويحتمل أن يكون اليوم عبارة عن يوم القيامة وما بعده ، فيكون للحال الآتية ، ويكون الوليّ بمعنى الناصر . والمراد : نفي الناصر عنهم على أبلغ الوجوه ، لأن الشيطان لا يتصوّر منه النصرة أصلاً في الدار الآخرة ، وإذا كان الناصر منحصراً فيه ، لزم أن لا نصرة من غيره . ويحتمل أن يراد باليوم بعض زمان الدنيا ، وهو على وجهين : الأوّل : أن يراد البعض الذي قد مضى ، وهو الذي وقع فيه التزيين من الشيطان للأمم الماضية ، فيكون على طريق الحكاية للحال الماضية . الثاني : أن يراد البعض الحاضر ، وهو وقت نزول الآية . والمراد : تزيين الشيطان لكفار قريش ، فيكون الضمير في { وليهم } لكفار قريش : أي فهو وليّ هؤلاء اليوم . أو على حذف مضاف ، أي : فهو وليّ أمثال أولئك الأمم اليوم { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي : في الآخرة ، وهو عذاب النار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.