ثم ذكر سبحانه كراهتهم للإناث التي جعلوها لله سبحانه فقال : { وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بالأنثى } أي : إذا أخبر أحدهم بولادة بنت له { ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّا } أي : متغيراً ، وليس المراد السواد الذي هو ضدّ البياض ، بل المراد الكناية بالسواد عن الانكسار والتغير بما يحصل من الغمّ ، والعرب تقول لكل من لقي مكروهاً : قد اسود وجهه غماً وحزناً . قاله الزجاج . وقال الماوردي : بل المراد سواد اللون حقيقة ، قال : وهو قول الجمهور ، والأوّل أولى ، فإن المعلوم بالوجدان أن من غضب وحزن واغتمّ لا يحصل في لونه إلاّ مجرد التغير وظهور الكآبة والانكسار لا السواد الحقيقي . وجملة { وَهُوَ كَظِيمٌ } في محل نصب على الحال ، أي : ممتلئ من الغمّ غيظاً وحنقاً . قال الأخفش : هو الذي يكظم غيظه ولا يظهره . وقيل : إنه المغموم الذي يطبق فاه من الغمّ . مأخوذ من الكظامة ، وهو سدّ فم البئر قاله عليّ بن عيسى ، وقد تقدّم في سورة يوسف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.