{ يتوارى مِنَ القوم } أي : يتغيب ويختفي { مِن سُوء مَا بُشّرَ بِهِ } أي : من سوء الحزن والعار والحياء الذي يلحقه بسبب حدوث البنت له { أَيُمْسِكُهُ على هُونٍ } أي : لا يزال متردّداً بين الأمرين ، وهو إمساك البنت التي بشر بها ، أو دفنها في التراب { على هُونٍ } أي : هوان ، وكذا قرأ عيسى الثقفي . قال اليزيدي : والهون : الهوان بلغة قريش . وكذا حكاه أبو عبيد عن الكسائي ، وحكي عن الكسائي أنه البلاء والمشقة ، قالت الخنساء :
نهين النفوس وهون النفو *** س يوم الكريهة أبقى لها
وقال الفراء : الهون : القليل بلغة تميم . وحكى النحاس عن الأعمش أنه قرأ «أيمسكه على سوء » { أم يدسه في التراب } أي : يخفيه في التراب بالوأد كما كانت تفعله العرب ، فلا يزال الذي بشر بحدوث الأنثى متردّداً بين هذين الأمرين . والتذكير في { يمسكه } و{ يدسه } مع كونه عبارة عن الأنثى لرعاية اللفظ . وقرأ الجحدري «أم يدسها في التراب » ويلزمه أن يقرأ «أيمسكها » ، وقيل : دسها : إخفاؤها عن الناس حتى لا تعرف كالمدسوس لإخفائه عن الأبصار { أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ } حيث أضافوا البنات التي يكرهونها إلى الله سبحانه وأضافوا البنين المحبوبين عندهم إلى أنفسهم . ومثل هذا قوله تعالى : { أَلَكُمُ الذكر وَلَهُ الأنثى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضيزى } [ النجم : 21 22 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.