الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلٗا رَّجُلَيۡنِ جَعَلۡنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيۡنِ مِنۡ أَعۡنَٰبٖ وَحَفَفۡنَٰهُمَا بِنَخۡلٖ وَجَعَلۡنَا بَيۡنَهُمَا زَرۡعٗا} (32)

قوله : { واضرب لهم مثلا رجلين } إلى قوله { وأعز نفرا {[42745]} } [ 32-34 ] .

وروي عن [ ابن ] {[42746]} عباس : أنهما أخوان ورثا مالا فصار لكل واحد أربعة آلاف دينار . فأعطي أحدهما نصيبه للفقراء والمساكين واكتسب الآخر بنصيبه الأجنة {[42747]} والعبيد ، فاحتاج المتصدق فتعرض {[42748]} لأخيه ليصله . فقال : [ له ] {[42749]} أخوه : ما فعل مالك ؟ قال : قدمته {[42750]} بين يدي . قال : [ له ] {[42751]} : لكني اشتريت بمالي لنفسي ولولدي { وما أظن الساعة قائمة } [ 35 ] الآية {[42752]} .

وقيل : " كانا رجلين من بني إسرائيل اشتركا في تجارة فربحا ستة آلاف دينار . فاقتسماها وتفرقا . ثم اجتمعا فقال : أحدهما لصاحبه : ما فعلت ؟ قال : نكحت امرأة ، أفضل نساء بني إسرائيل بألف دينار . فانطلق الآخر فأخرج ألفا فقال : اللهم إن {[42753]} صاحبي {[42754]} نكح من يموت ويبلى بألف دينار . وأنا أخطب إليك امرأة من نساء الجنة بهذه الألف ، وتصدق بها {[42755]} . . . القصة بطولها {[42756]} .

و[ المعنى {[42757]}و ] اضرب يا محمد لهؤلاء المشركين ، الذين سألوك أن تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ، مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين أي بستانين من كرم { وحففناهما بنخل } [ 32 ] أي أظللنا البستانين بنخل حولهما . من قولهم حف القوم بفلان إذا حد قوابه {[42758]} .

وقيل : إن هذا مما سأل عنه اليهود مع قصة أهل الكهف وذي القرنين والروح ، فأعلمنا الله [ عز وجل ] {[42759]} به وجعله مثلا للكفار ولجميع المؤمنين {[42760]} .

وروي {[42761]} أن الرجلين {[42762]} هما أبناء فطر سويس {[42763]} ملك كان في بني إسرائيل توفي وترك ابنين أحدهما يسمى مليخا . وكان زاهدا {[42764]} في الدنيا وراغبا في الآخرة ، فأنفق ماله في ذات الله [ عز وجل ] {[42765]} وكان الآخر يبني القصور ، ويكسب الأجنة والعبيد ، فزار الزاهد أخاه فوجد عليه حجابا فلم يدخل إلا بعد إذن فسأله عن ماله . فقال : أنفقته في ذات الله ، وقدمته بين يدي لأقدم عليه . وجئتك زائرا {[42766]} . فقال : له الغني { أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا } [ 34 ] أي عبيدا . ثم كان من شأنهما ما قص الله علينا {[42767]} .

وقوله { وجعلنا بينهما زرعا } [ 32 ] .


[42745]:ساقط من ق.
[42746]:ساقط من ق.
[42747]:ق: "إلى جنة".
[42748]:ق: "فتعوض".
[42749]:ساقط من ق.
[42750]:ساقط من ق.
[42751]:ساقط من ق.
[42752]:انظر: قول ابن عباس في الجامع 10/260، وحكاه عن عطاء.
[42753]:ق: "إني".
[42754]:ق: "صاحبني".
[42755]:ق: "بهذه".
[42756]:انظر: القصة بطولها في الجامع 10/260.
[42757]:ساقط من ق.
[42758]:وهو قول ابن جرير، انظر جامع البيان 15/244.
[42759]:ساقط من ق.
[42760]:وهو قول الزجاج، انظر معاني الزجاج 3/284.
[42761]:ط: "ويروى".
[42762]:ساقط من ق.
[42763]:ساقط من ط.
[42764]:ساقط من ق.
[42765]:ساقط من ق.
[42766]:ق: زائدا.
[42767]:وهو قول محمد بن الحسن المقرئ ، انظر جامع البيان 15/244.