الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{۞وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلٗا رَّجُلَيۡنِ جَعَلۡنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيۡنِ مِنۡ أَعۡنَٰبٖ وَحَفَفۡنَٰهُمَا بِنَخۡلٖ وَجَعَلۡنَا بَيۡنَهُمَا زَرۡعٗا} (32)

قوله : { رَّجُلَيْنِ } : قد تقدَّم أنَّ " ضَرَبَ " مع المَثَلِ ، يجوز أن يتعدَّى لاثنين في سورةِ البقرة . وقال أبو البقاء : التقدير : مثلاً مَثَل رجلين ، و " جَعَلْنَا " تفسيرٌ ل " مَثَل " فلا موضعَ له ، ويجوز أن يكونَ موضعُه نصباً نعتاً ل " رَجُلِيْن " كقولك : مررت برجلين جُعِلَ لأحدِهما جنةٌ " .

قوله : { وَحَفَفْنَاهُمَا } يقال : حَفَّ بالشيءِ : طاف به من جميع جوانبِه ، قال النابغة :

يَحُفُّه جانِباً نِيْقٍ وتُتْبِعُهُ *** مِثلَ الزجاجة لم تُكْحَلْ مِن الرَّمَدِ

وحَفَّ به القومُ : صاروا طائفين بجوانبِه وحافَّته ، وحَفَفْتُه به ، أي : جَعَلْتُه مُطِيْفاً به .