فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا} (31)

{ وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ } أي حيثما كنت ، والبركة أصلها من بروك البعير ، والمعنى : جعلني ثابتاً في دين الله ، وقيل : البركة هي : الزيادة والعلوّ ، فكأنه قال : جعلني في جميع الأشياء زائداً عالياً منجحاً . وقيل : معنى المبارك : النفاع للعباد ، وقيل : المعلم للخير ، وقيل : الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر . { وأوصاني بالصلاة } أي أمرني بها { والزكاة } زكاة المال ، أو تطهير النفس { مَا دُمْتُ حَيّاً } أي مدة دوام حياتي ، وهذه الأفعال الماضية هي من باب تنزيل ما لم يقع منزلة الواقع تنبيهاً على تحقيق وقوعه لكونه قد سبق في القضاء المبرم .

/خ33