فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ} (107)

وقوله : { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ } يفيد أن النسخ من مقدوراته ، وأن إنكاره إنكار للقدرة الإلهية ، وهكذا قوله : { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله لَهُ مُلْكُ السموات والأرض } أي : له التصرف في السموات والأرض بالإيجاد ، والاختراع ، ونفوذ الأمر في جميع مخلوقاته ، فهو أعلم بمصالح عباده ، وما فيه النفع لهم من أحكامه التي تعبدهم بها ، وشرعها لهم . وقد يختلف ذلك باختلاف الأحوال والأزمنة ، والأشخاص ، وهذا صنع من لا وليّ لهم غيره ، ولا نصير سواه ، فعليهم أن يتلقوه بالقبول ، والامتثال والتعظيم والإجلال .

/خ107