فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ} (107)

{ دون } سوى وبعد{ ولي } مالك ومتولي{ نصير } معين

{ ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير } الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته ويشهد ذلك ما ختمت به الآية الكريمة { وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ( يرشد عباده تعالى بهذا إلى أنه المتصرف في خلقه كما يشاء فله الخلق والأمر . . . يحكم في عباده ما يشاء فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء ويبيح ما يشاء ويحظر ما يشاء وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون }{[389]} ويختبر عباده بالنسخ فيأمر بالشيء لما فيه من المصلحة التي يعلمها تعالى ثم ينهى عنه لما يعلمه تعالى فالطاعة كل الطاعة في امتثال أمره واتباع رسله في تصديق ما أمروا وترك ما عنه زجروا وفي هذا المقام رد عظيم وبيان بليغ لكفر اليهود وتزييف شبهتهم – لعنهم الله- في دعوى استحالة النسخ إما عقلا كما زعمه بعضهم جهلا وكفرا وإما نقلا كما ترخصه آخرون منهم افتراء وإفكا . {[390]} .


[389]:سورة الأنبياء الآية 23.
[390]:ما بين العلامتين ( ) من تفسير القرآن العظيم.