نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ} (107)

ثم أتبع ذلك بما هو كالدليل على شمول القدرة فقال : { ألم تعلم أن الله } الجامع لأنواع العظمة { له ملك السماوات والأرض } يفعل في ذواتهما وأحوالهما ما يشاء . قال الحرالي : فهو بما هو على كل شيء قدير يفصل الآيات ، وهو بما له ملك السماوات والأرض يدبر الأمر - انتهى{[4316]} .

ولما أتم{[4317]} سبحانه ما أراد من إظهار قدرته وسعة ملكه وعظمته بالاسم العلم الذي هو{[4318]} أعظم من مظهر العظمة{[4319]} في ننسخ وننسا بالإقبال على خطاب من لا{[4320]} يعلم ذلك حق علمه غيره فتهيأت{[4321]} قلوب السامعين وصغت{[4322]} لفت الخطاب إليهم ترهيباً في إشارة إلى ترغيب فقال : { وما لكم من دون الله } المتصف بجمع صفات العظمة { من ولي } يتولى أموركم ، وهو من الولاية ، قال الحرالي : وهي{[4323]} القيام بالأمر عن وصلة واصلة{[4324]} { ولا نصير } فأقبلوا بجميع قلوبكم إليه ولا تلفتوها{[4325]} عنه ، وفي ذلك تعريض بالتحذير للذين آمنوا ولم يبلغوا درجة المؤمنين من مخالفة أمره إذا حكم عليهم بما أراد كائناً ما كان لئلا تلقن{[4326]} بواطنهم عن اليهود نحواً مما لقنت{[4327]} ظواهر ألسنتهم ، بأن تستمسك{[4328]} بسابق{[4329]} فرقانها فتتثاقل{[4330]} عن قبول لاحقه {[4331]}ومكمله ، فيكون{[4332]} ذلك تبعاً لكثرة أهل الكتاب في إبائها{[4333]} نسخ ما لحقه التغيير من أحكام{[4334]} كتابها - أفاده الحرالي وقال : وهو في الحقيقة خطاب جامع لتفصيل ما يرد{[4335]} من النسخ في تفاصيل الأحكام والأحوال بمنزلة الخطاب المتقدم في صدر السورة المشتمل على جامع{[4336]} ضرب الأمثال في قوله تعالى : إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما }[ البقرة : 26 ] الآية ، وذلك لأن هذه السورة هي فسطاط القرآن الجامعة لجميع ما تفصّل فيه{[4337]} ؛ وهي سنام القرآن ، وسنام الشيء أعلاه ؛ وهي سيدة سور{[4338]} القرآن ؛ ففيها لذلك{[4339]} جوامع ينتظم بعضها ببعض أثر تفاصيله خلالها{[4340]} في سنامية معانيها وسيادة خطابها نحواً من انتظام آي{[4341]} سورة الفاتحة المنتظمة من غير تفصيل وقع أثناءها{[4342]} ليكون بين المحيط الجامع و{[4343]}الابتداء الجامع مشاكلة مّا - انتهى .


[4316]:ليس في ظ
[4317]:في ظ: في ظ: ثم
[4318]:زيد في م: من
[4319]:زيد من م ومد و ظ
[4320]:ليس في مد
[4321]:من م و ظ، وفي الأصل: فتهيأت –كذا، وفي مد: فهيأت
[4322]:من م، وفي بقية الأصول: صفت- كذا بالفاء
[4323]:زيد في م: الأمر بالقيام وفي مد: القيام بالأمر
[4324]:في مد: فاصله
[4325]:وفي ظ: لا تلقونها
[4326]:من م و ظ، وفي الأصل: يلقن، وفي مد: بلقن- كذا
[4327]:في الأصل: لقيت، والتصحيح من م و ظ ومد
[4328]:من م و ظ ومد، وفي الأصل:يستمسك
[4329]:في م: سابق، وفي مد: بظاهر
[4330]:من م و ظ، وفي الأصل: فيتثاقل، وفي مد: فتساقل -كذا
[4331]:من م و ظ ومد، وفي الأصل: مكمله فيكون -كذا
[4332]:من م و ظ ومد، وفي الأصل: مكمله فيكون -كذا
[4333]:من م و ظ ومد، وفي الأصل: آياتها - كذا
[4334]:زيد في ظ و مد: في
[4335]:زيد في الأصل "الله" ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها
[4336]:ليس في م و ظ
[4337]:في مد: يفضل
[4338]:في م: سورة
[4339]:ليس في مد
[4340]:في الأصل: حلالها –كذا بالحاء المهملة، والتصحيح من بقية الأصول
[4341]:من م: وفي الأصل ومد: أي
[4342]:في الأصل: أتاء، وفي م، أثنا، وفي مد: أسنا –كذا.
[4343]:وفي م: في