قوله : ( أَلَمْ نَعْلَمَ اَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ( اَلَمْ تَعْلَمْ اَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالاَرْضِ ) [ 105-106 ] .
معناه أن النبي [ عليه السلام ]( {[3466]} ) قد كان عالماً بذلك فضلاً من الله عليه ، فخرج هذا الكلام مخرج التقرير على عادة( {[3467]} ) العرب . تقول العرب للرجل : " ألم أكرمك ، ألم أفضل عليك " يخبره( {[3468]} ) بذلك ، وينبهه عليه ، وهو عالم به . قد علمت ذلك ، فكذلك هذا .
ومعناه : قد علمت يا محمد أن الله على كل شيء قدير وعلمت أن الله له ملك السماوات والأرض( {[3469]} ) .
وقال الطبري( {[3470]} ) : " حرف الاستفهام في هذا داخل لمعنى( {[3471]} ) الاستثبات( {[3472]} ) والتنبيه لأصحاب النبي [ عليه السلام ]( {[3473]} ) الذين قيل لهم : لا تقولوا راعنا( {[3474]} ) . ويدل على صحة ذلك قوله بعد ذلك : ( وَمَالَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ ) ، فأتى بلفظ( {[3475]} )/ الجماعة . وقد قال تعالى( {[3476]} ) : ( يَأَيُّهَا النَّبِي ) ، ثم قال( {[3477]} ) : ( إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ )( {[3478]} ) . وقال : ( يَأَيُّهَا النَّبِيءُ اتَّقِ اللَّهَ )( {[3479]} ) . ثم قال : ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً )( {[3480]} )( {[3481]} )( {[3482]} ) .
ومعنى ذلك : " أَلَمْ تعلموا أن الله قادر على تعويض ما ينسخ من أحكامه وفرائضه للتخفيف( {[3483]} ) عليكم أو لزيادة أجر لكم " . وهذا كله إنما هو تنبيه لليهود على أن أحكام التوراة جائز أن [ تُنسخ على يدي ]( {[3484]} ) نبي ، أو بكتاب آخر لأنهم أنكروا ما أتى به صلى الله عليه وسلم مما ليس في التوراة ، فنبهوا على أن التوراة( {[3485]} ) يجوز نسخها( {[3486]} ) على لسان نبي/ غير موسى كما كانت التوراة ناسخة( {[3487]} ) لما تقدمها من الكتب( {[3488]} ) . ومعنى " يَنسخ( {[3489]} ) بعض كتب( {[3490]} ) الله بعضاً " : أنه إنما ينسخ بعضها بعضاً في الشرائع لا غير ، كما قال : ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً )( {[3491]} ) . فالدين( {[3492]} ) في الكتب كلها واحد وهو التوحيد ، وهو دين الإسلام . والشرائعختلفة يتعبد/ الله جل ذكره أهل كل كتاب بما شاء وبما أراد لا معقب لحكمه لا إله إلا هو .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.