فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ} (157)

ومعنى الصلوات هنا : المغفرة ، والثناء الحسن . قاله الزجاج . وعلى هذا ، فذكر الرحمة القصد التأكيد . وقال في الكشاف : «الصلاة الرحمة ، والتعطف ، فوضعت موضع الرأفة ، وجمع بينها ، وبين الرحمة كقوله : { رأفة ورحمة } [ الحديد : 27 ] { رَءوفٌ رحِيمٌ } [ التوبة : 117 ، 128 ، النور : 20 ، الحشر : 20 ] والمعنى : عليهم رأفة بعد رأفة ، ورحمة بعد رحمة » انتهى . وقيل : المراد بالرحمة : كشف الكربة ، وقضاء الحاجة . و { المهتدون } قد تقدّم معناه . وإنما وصفوا هنا بذلك ؛ لكونهم فعلوا ما فيه الوصول إلى طريق الصواب من الاسترجاع ، والتسليم .

/خ157