الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ} (157)

ثم قال : ( أُوْلاَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ) [ 156 ] .

أي : مغفرة من ربهم .

وقيل : ترحم من ربهم ورحمة( {[4894]} ) . ( وَأُوْلاَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ ) .

قال الليث( {[4895]} ) في قوله : ( إِنَّا لِلهِ ) الآية " معناها : نحن والذي أصبنا به لله ونحن وإياه إلى الله راجعون " .

/قال ابن جبير : " لم يعط هذه الآية أحد من الأمم قبلنا( {[4896]} ) ولا نبي قبل نبينا . ولو علمها يعقوب عليه السلام لم يقل : ( يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ )( {[4897]} ) " ( {[4898]} ) .

وقال عكرمة : " انطفأ مصباح/النبي [ عليه السلام ]( {[4899]} ) ليلة فقال : ( إِنَّا لِلهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) . فَقِيلَ( {[4900]} ) : يَا نَبِيَّ الله : أَمُصِيبَةٌ هَذِهِ ؟ فَقَالَ( {[4901]} ) : نَعَمْ ، كُلُّ شَيْءٍ آذَى المُؤْمِنَ فَهُوَ لَهُ مُصِيبَةٌ ، /وَلَهُ فِيهِ أَجْرُ المُصِيبَةِ " ( {[4902]} ) .

وروي أن النبي [ صلى الله عليه وسلم ]( {[4903]} ) قال( {[4904]} ) : " مَا مِنْ أَحَدٍ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَاسْتَرْجَعَ إِلاَّ اسْتَوْجَبَ مِنَ الله ثَلاَثَ( {[4905]} ) خِصَالٍ ؛ كُلُّ خَصْلَةٍ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " ( {[4906]} ) .

قال أبو عبيد( {[4907]} ) : يعني قوله : ( أُوْلاَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلاَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ ) .


[4894]:- انظر: مجاز القرآن 1/61.
[4895]:- هو الليث بن عبد الرحمن الفهمي، مولاهم شيخ مصر وفقيهها. روى عن عطاء ونافع الزهري وخَلْق. وروى عنه ابن المبارك وابن وهب. (ت175هـ) انظر: طبقات ابن خياط 196، وتذكرة الحفاظ 224-226، وطبقات القراء 2/34، وتقريب التهذيب 2/138، والخلاصة 2/371.
[4896]:- في ع3: قبلها.
[4897]:- يوسف آية 84.
[4898]:- انظر: جامع البيان 3/224، والمحرر الوجيز 2/23، والدر المنثور 1/377.
[4899]:- في ع2، ق، ع3: صلى الله عليه وسلم.
[4900]:- في ع2: فقال.
[4901]:- في ع2: قال.
[4902]:- نسب السيوطي في الدر المنثور 1/380 رواية الحديث إلى عبد بن حميد وابن أبي الدنيا. ومعنى الحديث ثابت في الصحيح فقد خرج مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلاَ نَصَبٍ وَلاَ سَقَمٍ وَلاَ حَزَنٍ حَتَّى الهَمُّ يَهُمُّهُ إلاَّ كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيّئَاتِهِ". صحيح مسلم 4/1993.
[4903]:- في ح، ق، ع3: عليه السلام.
[4904]:- سقط من ع3.
[4905]:- في ع3: ثلاثة.
[4906]:- انظر: مجمع الزوائد 7/316 ونسبه السيوطي في الدر المنثور 1/376-377 إلى ابن أبي حاتم والطبراني.
[4907]:- في ع3: عبيدة. وهو تحريف.