{ أولئك } ، يعني أهل هذه الصفة { عَلَيْهِمْ صلوات مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ } . والصلاة من الله تعالى على ثلاثة أشياء : توفيق الطاعة والعصمة عن المعصية ومغفرة الذنوب جميعاً ، فبالصلاة الواحدة تتكون لهم هذه الأشياء الثلاثة ، فقد وعد لهم الصلوات الكثيرة ، ومقدار ذلك لا يعلمه إلا الله .
ثم قال : { وَأُولَئِكَ هُمُ المهتدون } ، أي الموفقون للاسترجاع . وروي عن سعيد بن جبير أنه قال : لم يكن الاسترجاع إلا لهذه الأمة ، ألا ترى أن يعقوب عليه السلام قال : { وتولى عَنْهُمْ وَقَالَ يا أسفا عَلَى يُوسُفَ وابيضت عَيْنَاهُ مِنَ الحزن فَهُوَ كَظِيمٌ } [ يوسف : 84 ] فلو كان له الاسترجاع ، لقال ذلك ؛ وروي عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ ذَكَرَ مُصِيبَةً أَوْ ذُكِرَتْ عِنْدَهُ فَاسْتَرْجَعَ ، جَدَّدَ الله ثَوَابَهُ كَيَوْمِ أُصِيبَ بِهَا » وعن عطاء بن أبي رباح قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَلْيَتَذَكَّرْ مُصِيبَتَهُ فِيَّ ، فَإِنَّهَا مِنْ أعْظَمِ المَصَائِبِ » وروي هذان الحديثان ، عن علي بن أبي طالب ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً . وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : نعم العدلان ونعم العلاوة ؛ فالعدلان قوله تعالى : { أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صلوات مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ } ، والعلاوة قوله تعالى : { وَأُولَئِكَ هُمُ المهتدون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.