الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ} (157)

وقوله تعالى : { أولئك عَلَيْهِمْ صلوات مِّن رَّبِّهِمْ . . . } [ البقرة :157 ]

نِعَمٌ من اللَّه تعالى ، على الصابرين المسترجعين ، وصلوات اللَّه على عبده ، عفْوُهُ ، ورحمتُه ، وبركته ، وتشريفه إِياه في الدنيا والآخرة ، وكرَّر الرحْمَة ، وهي من أعظم أجزاء الصلاة ، لمَّا اختلف اللَّفْظ ، تأكيداً منه تعالى ، وشهد لهم بالاهتداء .

( ت ) وفي «صحيح البخاري » : ( وقال عُمَرُ : نِعْمَ العدلان ، ونَعْمُ العِلاَوة الَّذين إذا أصابتهم مصيبةٌ ، قالوا : { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون . . . } إلى { المهتدون } ، قال النوويُّ في «الحلية » : ورُوِّينا في " سنن ابن ماجة " ، والبيهقيِّ بإِسناد حَسَنٍ ، عن عمرِو بْنِ حَزْمٍ ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ إِلاَّ كَسَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حُلَلِ الكَرَامَةِ يَوْم القِيَامَةِ ) ، ورُوِّينا في كتاب الترمذيِّ ، " والسنن الكَبيِرِ " للبيهقيِّ ، عن ابْنِ مسعودٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَنْ عزى مُصَابًا ، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ ) إِسناده ضعيف ، ورُوِّينا في كتاب الترمذيِّ أيضاً عن أبي هريرة ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَنْ عزى ثكلى ، كُسِيَ بِرِدَاءٍ فِي الجَنَّةِ ) قال الترمذيُّ ليس إِسناده بالقَوِيِّ ، انتهى .