السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ} (92)

وهاهنا آخر القصص . ولما دل ما مضى من قصص هؤلاء الأنبياء عليهم السلام أنهم كلهم متفقون على التوحيد الذي هو أصل الدين قال تعالى :

{ إن هذه } أي : ملة الإسلام { أمّتكم } أي : دينكم أيها المخاطبون أي : يجب أن تكونوا عليها حال كونها { أمة } قال البغوي وأصل الأمّة الجماعة التي هي على مقصد واحد ا . ه فجعل الشريعة أمّة لاجتماع أهلها على مقصد واحد . أه ثم أكد سبحانه وتعالى هذا المعنى بقوله تعالى : { واحدة } فأبطل ما سوى الإسلام من الأديان { وأنا ربكم } أي : المحسن إليكم لا غيري في كل زمان فإني لا أتغير على طول الدهر ، ولا يشغلني شأن عن شأن { فاعبدون } دون غيري فإنه لا كفء لي ، ثم إنّ بعضهم خالف الأمر بالاجتماع كما أخبر الله تعالى .