والمراد بالقواعد من النساء : العجائز اللاتي قعدن عن الحيض ، والولد من الكبر ، واحدتها قاعد بلا هاء ليدلّ حذفها على أنه قعود الكبر ، كما قالوا : امرأة حامل ليدلّ بحذف الهاء على أنه حمل حبل ، ويقال : قاعدة في بيتها ، وحاملة على ظهرها .
قال الزجاج : هن اللاتي قعدن عن التزويج ، وهو معنى قوله : { اللاتي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً } أي لا يطمعن فيه لكبرهنّ . وقال أبو عبيدة : اللاتي قعدن عن الولد ، وليس هذا بمستقيم ، لأن المرأة تقعد عن الولد ، وفيها مستمتع .
ثم ذكر سبحانه حكم القواعد ، فقال : { فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ } أي الثياب التي تكون على ظاهر البدن كالجلباب ونحوه ، لا الثياب التي على العورة الخاصة ، وإنما جاز لهنّ ذلك لانصراف الأنفس عنهنّ إذ لا رغبة للرجال فيهنّ ، فأباح الله سبحانه لهنّ ما لم يبحه لغيرهنّ ، ثم استثنى حالة من حالاتهنّ ، فقال : { غَيْرَ متبرجات بِزِينَةٍ } أي غير مظهرات للزينة التي أمرن بإخفائها في قوله : { وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ } [ النور : 31 ] ، والمعنى : من غير أن يردن بوضع الجلابيب إظهار زينتهنّ ، ولا متعرّضات بالتزين لينظر إليهنّ الرجال . والتبرّج : التكشف والظهور للعيون ، ومنه { بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ } [ النساء : 78 ] وبروج السماء ، ومنه قولهم : سفينة بارجة أي : لا غطاء عليها { وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ } أي وأن يتركن وضع الثياب فهو خير لهنّ من وضعها . وقرأ عبد الله بن مسعود وأبيّ بن كعب وابن عباس : { أن يضعن من ثيابهن } بزيادة من ، وقرأ ابن مسعود : { وأن يعففن } بغير سين { والله سَمِيعٌ عَلِيمٌ } كثير السماع والعلم ، أو بليغهما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.