الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلۡقَوَٰعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّـٰتِي لَا يَرۡجُونَ نِكَاحٗا فَلَيۡسَ عَلَيۡهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعۡنَ ثِيَابَهُنَّ غَيۡرَ مُتَبَرِّجَٰتِۭ بِزِينَةٖۖ وَأَن يَسۡتَعۡفِفۡنَ خَيۡرٞ لَّهُنَّۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (60)

قوله تعالى : } والقواعد من النساء اللاتي{[49202]} لا يرجون نكاحا } إلى قوله : } لعلكم تعقلون }[ 59 ] ، أي : واللواتي قعدن من النساء عن التزويج وعن الولد من الكبر ، ولا يرجون نكاحا ، ولا يرغب في نكاح مثلهن ، فلا إثم عليهن ، أن يضعن القناع الذي يكون فوق الخمار ، والرداء عند أولي المحارم من الرجال غير متبرجات بزينة . خفف الله تعالى{[49203]} عنهن في وضع ثيابهن ، إذ لا يرغب{[49204]} في النظر إليهن الرجال ، ولا في نكاحهن ، والنظر إلى شعورهن وما هو عورة منهن ، لا يجوز لأحد فعله بمثل الشابة .

وإنما خفف الله تعالى{[49205]} ذلك عنها{[49206]} ولم يبح{[49207]} للرجال النظر إلى شيء من عوراتهن من شعر وغيره ، وإن كن{[49208]} لا يرغب في نكاحهن . واحدتهن قاعد بغير هاء وحذفت{[49209]} الهاء عند البصريين على النسبة . {[49210]}

وقال{[49211]} الكوفيون : لما كان لا يقع إلا لمؤنث حذفت الهاء .

وقيل{[49212]} : حذفت منه الهاء ليفرق بينه وبين القاعدة التي هي الجالسة .

وقوله تعالى{[49213]} : } وأن يستعففن خير لهن } ، أي : ألا يضعن ذلك خير لهن .

وقال{[49214]} مجاهد : معناه : أن يلبسن جلابيبهن فلا يضعنه خير{[49215]} لهن .

}والله سميع{[49216]} }[ 58 ] ، أي : يسمع ما تنطق ألسنتهم{[49217]} عليم بما تضمره صدورهم .


[49202]:"اللاتي لا يرجون نكاحا". سقطت من ز.
[49203]:"تعالى" سقطت من ز.
[49204]:ز: إذ لا يرغبن.
[49205]:"تعالى" سقطت من ز.
[49206]:"عنها" سقطت من ز.
[49207]:ز: فلم.
[49208]:ز: كان.
[49209]:ز: وحذف.
[49210]:ز: النصب.
[49211]:انظر: إعراب القرآن للنحاس3/148، ومشكل إعراب القرآن 2/127.
[49212]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 3/148، والمشكل2/128.
[49213]:"تعالى" سقطت من ز.
[49214]:انظر: ابن جرير 18/167، والدر المنثور18/222.
[49215]:ز: جبرا.
[49216]:بعده في ز: عليم.
[49217]:ز: ما ينطقون بألسنتهم.