ولما ذكر تعالى إقبال الشباب في تعيين حكم الحجاب أتبعه الحكم عند إدبار الشباب في اتقاء الظاهر من الشباب بقوله تعالى : { والقواعد من النساء } أي : اللاتي قعدن عن الولد والحيض من الكبر ، فلا يلدن ولا يحضن ، واحدتهن قاعد بلا هاء ، وقيل : قعدن عن الأزواج وهو معنى قوله : { اللاتي لا يرجون نكاحاً } أي : لا يردن الرجال لكبرهن ، قال ابن منبه : سميت المرأة قاعداً إذا كبرت ؛ لأنها تكثر القعود ، وقال ربيعة : هن العجز اللواتي إذا رآهن الرجل استقذرهن ، فأما من كان فيها بقية من جمال وهي محل الشهوة فلا تدخل في هذه الآية { فليس عليهن جناح } أي : حرج في { أن يضعن ثيابهن } أي : الظاهرة فوق الثياب الساترة بحضرة الرجال كالجلباب والرداء والقناع فوق الخمار ، أما الخمار فلا يجوز وضعه لما فيه من كشف العورة { غير متبرجات بزينة } أي : من غير أن يردن بوضع الجلباب والرداء إظهار زينتهن ، ثم إن الزينة الخفية في قوله تعالى : { ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن } [ النور ، 30 ] أو غير قاصدات بالوضع التبرج ، والتبرج هو أن تظهر المرأة محاسن ما ينبغي لها أن تستره ، ولما ذكر الله تعالى الجائز عقبه بالمستحب بعثاً منه على اختيار أفضل الأعمال وأحسنها بقوله تعالى : { وأن يستعففن } أي : فلا يلقين الرداء أو الجلباب { خير لهن } من الإلقاء كقوله تعالى : { وأن تعفوا أقرب للتقوى } [ البقرة ، 237 ] ، { وأن تصدقوا } لأنه أبعد عن التهمة { والله } أي : الذي جلت عظمته { سميع } لقولكم { عليم } بما في قلوبكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.