محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱلۡقَوَٰعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّـٰتِي لَا يَرۡجُونَ نِكَاحٗا فَلَيۡسَ عَلَيۡهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعۡنَ ثِيَابَهُنَّ غَيۡرَ مُتَبَرِّجَٰتِۭ بِزِينَةٖۖ وَأَن يَسۡتَعۡفِفۡنَ خَيۡرٞ لَّهُنَّۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (60)

وقوله تعالى :

{ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء } أي اللاتي قعدن عن الحيض والولد ، لكبرهن { اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا } أي لا يطمعن فيه ، لرغبة الأنفس عنهن { فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ } أي الظاهرة مما لا يكشف العورة ، لدى الأجانب . أي يتركن التحفظ في التستر بها . فلا يلقين عليهن جلابيبهن ولا يحتجبن { غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ } أي مظهرات لزينة خفية . يعني الحلي في مواضعه المذكورة في قوله تعالى {[5862]} : { ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن } أو المعنى غير قاصدات بالوضع ، التبرج . ولكن التخفف إذا احتجبن إليه { وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ } أي من وضع تلك الثياب { خَيْرٌ لَّهُنَّ } لأنه أبلغ في الحياء وأبعد من التهمة والمظنة . ولذا يلزمهن ، عند المظنة ، ألا يضعن ذلك . كما يلزم مثله في الشابة { وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } أي فيسمع مقالهن مع الأجانب ، ويعلم مقاصدهن من الاختلاط ووضع الثياب . وفيه من الترهيب ما لا يخفى .


[5862]:(24 النور 31).