فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَّهُمۡ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ خَٰلِدِينَۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعۡدٗا مَّسۡـُٔولٗا} (16)

{ لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ } أي : ما يشاؤونه من النعيم ، وضروب الملاذ كما في قوله : { وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ } [ فصلت : 31 ] ، وانتصاب خالدين على الحال ، وقد تقدم تحقيق معنى الخلود . { كَانَ على رَبّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً } أي كان ما يشاؤونه ، وقيل كان الخلود ، وقيل : كان الوعد المدلول عليه بقوله : { وُعِدَ المتقون } ومعنى الوعد المسؤول : الوعد المحقق بأن يسأل ويطلب كما في قوله : { رَبَّنَا وَءاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا على رُسُلِكَ } [ آل عمران : 194 ] ، وقيل إن الملائكة تسأل لهم الجنة كقوله : { وَأَدْخِلْهُمْ جنات عَدْنٍ التي وَعَدْتَّهُمْ } [ غافر : 8 ] ، وقيل : المراد به الوعد الواجب ، وإن لم يسأل .

/خ16