فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{طسٓمٓ} (1)

مقدمة السورة:

سورة القصص

آياتها ثمان وثمانون آية ، وهي مكية كلها في قول الحسن وعكرمة عطاء . وأخرج ابن الضريس وابن النجار وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : نزلت سورة القصص بمكة . وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثل ذلك : قال القرطبي : قال ابن عباس وقتادة : إنها نزلت بين مكة والمدينة . وقال ابن سلام : بالجحفة وقت هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي قوله عز وجل { إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد }[ سورة القصص : الآية 85 ] وقال مقاتل : فيها من المدني { الذين آتيناهم الكتاب } إلى قوله : { لا نبتغي الجاهلين } . وأخرج أحمد والطبراني وابن مردويه : قال السيوطي : سنده جيد عن معد يكرب قال : أتينا عبد الله بن مسعود فسألناه أن يقرأ علينا { طسم } المائتين ، فقال : ما هي معي ، ولكن عليكم بمن أخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم خباب بن الأرت ، فأتيت خبابا فقلت : كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ طسم أو طس ؟ فقال : كل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأه .

الكلام في فاتحة هذه السورة قد مرّ في فاتحة الشعراء وغيرها ، فلا نعيده .