فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيۡءٖ فَمَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتُهَاۚ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (60)

ثم قال سبحانه : { وَمَا أُوتِيتُم مّن شَيْء فمتاع الحياة الدنيا وَزِينَتُهَا } الخطاب لكفار مكة ، أي وما أعطيتم من شيء من الأشياء فهو متاع الحياة الدنيا تتمتعون به مدّة حياتكم أو بعض حياتكم ثم تزولون عنه ، أو يزول عنكم ، وعلى كل حال فذلك إلى فناء ، وانقضاء { وَمَا عِندَ الله } من ثوابه وجزائه { خَيْرٌ } من ذلك الزائل الفاني ؛ لأنه لذّة خالصة عن شوب الكدر { وأبقى } لأنه يدوم أبداً ، وهذا ينقضي بسرعة { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أن الباقي أفضل من الفاني ، وما فيه لذّة خالصة غير مشوبة أفضل من اللذات المشوبة بالكدر المنغصة بعوارض البدن والقلب ، وقرىء بنصب : { متاع } على المصدرية ، أي : فتمتعون متاع الحياة ، قرأ أبو عمرو : { يعقلون } بالتحتية ، وقرأ الباقون بالفوقية على الخطاب وقراءتهم أرجح لقوله : { وَمَا أُوتِيتُم } .

/خ70