{ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ عِندِي } قال قارون هذه المقالة ردّاً على من نصحه بما تقدّم ، أي إنما أعطيت ما أعطيت من المال لأجل علمي ، فقوله : { على عِلْمٍ } في محل نصب على الحال ، و { عندي } إما ظرف لأوتيته ، وإما صلة للعلم . وهذا العلم الذي جعله سبباً لما ناله من الدنيا ، قيل : هو علم التوراة . وقيل : علمه بوجوه المكاسب والتجارات . وقيل : معرفة الكنوز والدفائن . وقيل : علم الكيمياء . وقيل المعنى : إن الله آتاني هذه الكنوز على علم منه باستحقاقي إياها لفضل علمه مني . واختار هذا الزجاج وأنكر ما عداه . ثم ردّ الله عليه قوله هذا ، فقال : { أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الله قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القرون مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً } المراد بالقرون : الأمم الخالية ، ومعنى أكثر جمعاً : أكثر منه جمعاً للمال ، ولو كان المال أو القوّة يدلان على فضيلة لما أهلكهم الله . وقيل : القوّة الآلات . والجمع الأعوان . وهذا الكلام خارج مخرج التقريع والتوبيخ لقارون ؛ لأنه قد قرأ التوراة ، وعلم علم القرون الأولى وإهلاك الله سبحانه لهم { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المجرمون } أي لا يسألون سؤال استعتاب ، كما في قوله : { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } [ النحل : 84 ] ، { وَمَا هُم من المعتبين } [ فصلت : 24 ] وإنما يسألون سؤال تقريع وتوبيخ ، كما في قوله : { فَوَرَبّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ الحجر : 92 ] وقال مجاهد : لا تسأل الملائكة غداً عن المجرمين ؛ لأنهم يعرفون بسيماهم ، فإنهم يحشرون سود الوجوه زرق العيون . وقال قتادة : لا يسأل المجرمون عن ذنوبهم لظهورها وكثرتها ، بل يدخلون النار . وقيل : لا يسأل مجرمو هذه الأمة عن ذنوب الأمم الخالية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.