فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هَٰذَا بَيَانٞ لِّلنَّاسِ وَهُدٗى وَمَوۡعِظَةٞ لِّلۡمُتَّقِينَ} (138)

والإشارة بقوله : { هذا } إلى قوله : { قَدْ خَلَتْ } وقال : الحسن إلى القرآن : { بَيَانٌ للنَّاسِ } أي : تبيين لهم ، وتعريف الناس للعهد ، وهم المكذبون ، أو للجنس ، أي : للمكذبين ، وغيرهم . وفيه حثّ على النظر في سوء عاقبة المكذبين ، وما انتهى إليه أمرهم .

قوله : { وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ } أي : هذا النظر مع كونه بياناً فيه هدى ، وموعظة للمتقين من المؤمنين ، فعطف الهدى ، والموعظة على البيان يدل على التغاير ، ولو باعتبار المتعلق ، وبيانه أن اللام في الناس إن كانت للعهد ، فالبيان للمكذبين ، والهدى ، والموعظة للمؤمنين ، وإن كانت للجنس فالبيان لجميع الناس مؤمنهم وكافرهم والهدى والموعظة للمتقين وحدهم .

/خ148